بسم اللَّه الرحمن الرحیم
و له الحمد کفاء آلائه، وزنة فضله و نعمائه، و الصلاة و السلام على خاتم أنبیائه، و رحمته و برکاته على آله و صفوة أولیائه، الذین حملوا عنه ما عن اللَّه حمله، و عقلوا منه ما عن اللَّه عقله، و لذا قرنهم بمُحکم الکتاب، و جعلهم قدوة لأُولی الألباب، صلوات اللَّه علیهم، ما هفت قلوبنا إلیهم.
و بعد: فانّا نزفّ هذا الکتاب الکریم الموسوم ب «الفوائد الرضویّة» إلى أعلام الفضل من العلماء الراسخین فی المعارف الإلهیّة، و المُحقّقین من اولى الأنظار الثاقبة و الغور البعید فی علوم الدین، و نُقدِّمه لهم بهذا الشکل الجمیل من الإخراج، و بهذه الهیئة الأخاذة المُزدانة بالتعالیق الزاخرة، و التخریجات النافعة، و غیر ذلک من الخصائص و المُمیّزات الّتی تعودُ على الباحثین بأجزل الفوائد و أرجى المنافع.
و لا یخفى فإنَّ هذه الرسالة المُبارکة هی فی الأصل من بنات یراعة العالم الفاضل و الحکیم العارف القاضی سعید القمی- رحمه اللَّه تعالى- و قد شرح فیها حدیث رأس الجالوت مع الإمام علی بن موسى الرضا علیه السلام(1) و قد
وقف علیها زعیم الثورة الإسلامیة المبارکة آیة اللَّه العظمى الإمام السید الخمینی الکبیر- قدّس سرّه- فصوّب نظره و صعّده فی أثنائها و أحناءها، و علّق علیها تعالیق زاهرة زاخرة مشحونة بالتحقیق، حافلة بالمعارف، طافحة بالأنوار، و هو هو البحر المحیط الذی لا یُسبر غوره، و لا یُنال درکه، ذو بسطة فی سائر العلوم الإسلامیّة، و ما إلیها من المعارف و الفنون، و ذو الملکة القُدسیّة الراسخة الفریدة فی المعقول و المنقول.
جمعت معانی الحمد جمعاً فلم أکن++
لأُحصیَ بالألفاظ تلک المعانیا
مناقبک الزهر استضاءت فأصبحت++
تفاخر فی أوج السماء الذراریا
1) و هناک شروح کثیرة لهذا الحدیث الشریف لجمع من أعلام المشایخ و أثبات المحقّقین نذکر منها:شرح حدیث رأس الجالوت للعلّامة المحقّق الکبیر المیرزا أبو القاسم الجیلانی القمّی المتوفّى سنة 1231 ه صاحب الکتاب الحافل الموسوم ب (قوانین الاصول). و له عدّة مخطوطات منها ما فی مکتبة آیة اللَّه العظمى السید النجفی المرعشی قدّس سرّه فی مدینة قم المقدّسة تحت رقم:1259 و 5328.شرح آخر للمحقق الشیخ محمَّد المُلقَّب بعبد الصاحب ابن المولى المحقّق أحمد ابن المولى المحقّق مهدی النراقی. ذکره العلّامة الطهرانی فی الذریعة 13: 199/ 696 و قال: إنّه تمّم به شرح جدَّه المولى مهدی النراقی الذی توفی قبل إتمامه لشرح حدیث الرضا علیه السلام، فتدارکه سبطه و طبع فی ذیل (مشکلات العلوم) لجدّه، و طبع أیضاً مع رسالة له فی التوحید سنة 1284 ه. أقول: و هناک نسخة مخطوطة لهذا الشرح فی مکتبة السید المرعشی أیضاً برقم:5893.و شرح آخر للحکیم العارف عبد الرحیم بن محمّد یونس الدماوندی. نسخة منه فی مکتبة آیة اللَّه العظمى النجفی المرعشی قدّس سرّه برقم: 6713.و شرح آخر للمولى محمّد بن الحاج محمد حسن المشهدی الطوسی المتوفّى سنة 1257 ه ضمن کتابه (غنیمة الحجاز فی حل الألغاز) الذی شرح فیه حدیثین أحدهما عن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام و الآخر حدیث رأس الجالوت. انظر الذریعة للمحقّق الطهرانی 16: 70/ 349.و شرح آخر للعلّامة المحقّق الشیخ أحمد بن زین الأحسائی المتوفى سنة 1243 ه.