جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی تطبیق الجواب على الأسئلة المذکورة و إخراج المقاصد منه بأوضح طریقة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

اعلم أنَّ رأس الجالوت سأل عن الرؤوس الخمسة الّتی هی أوائل الموجودات و اصول العوالم و الماهیّات، و أجاب الإمام علیه السلام: ببیان لمیّة الإیجاد و سرّ الصدور على نحو الرشاد؛ بحیث یظهر علّة وحدة الصادر الأوّل مع کثرته، و هو الذی صدّره السائل فی کلامه حیث قال: ما الواحد المُتکثّر.

أمّا ظهور وحدته فلکونه صادراً عن الواحد المحض، و أمّا کثرة ما فیه فلدلالة کلمة نحن على ذلک کما لا یخفى، و أجمل علیه السلام فی الجواب عن الأربعة الاخر لما علم علیه السلام أنَّ السائل إذا عرف أنّه أجاب بما فوق مسئوله بل فوق ما أحاط به مأموله من بیان هذا السرّ بذلک الإیجاز المرموز فمن ذلک یمکنه التفطّن بأنّه علیه السلام أعلم بهذه الحقائق منه، بل انتشرت هذه الأسرار منهم علیهم السلام على العالمین من الأنبیاء و الأولیاء و المرسلین و الحکماء الإلهیّین.

و أیضاً أشار علیه السلام فی هذا الإیجاز إلى أنَّ ذلک الصادر الأوّل هو نورهم الساطع و برهانهم القاطع، حیث قال: «صرنا نحن نحن» لیعلم‏

السائل أنّهم أوّل من قرع باب الوجود و الإیجاد، و أقدم من نظر إلیه الحقّ نظر الرحمة و الوداد حینما نظر إلى نفسه، بل بعین ما رأى ذاته بذاته، ثمّ منهم علیهم السلام استنارت سائر الموجودات و تحقّقت الحقائق و تذوّتت الذوات.

و أیضاً لمّا ظهر من کلام الإمام علیه السلام أنّ الواحد المُتکثّر إنّما صدر من المبدأ الأوّل من جهة رؤیة نفسه، فعسى أن یتحدّس الرجل العلمی بأنَّ هذه الرؤیة کما تستتبع صدور هذا المُتکثّر کذلک بعده یستعقب الشوق العقلی و المشیّة الإلهیّة الّتی مظهرها النفس الکلّیة إلى إظهار الجواهر العقلیّة المُودعة فی باطن العقل المُندمجة فی سرّ هذا الوجه فی بساط الشهود و موطن الوجود، و هو یستلزم الإرادة الربّانیّة و العنایة الرحمانیّة الّتی مطلعها الطبیعة الکلیّة ببسط هذا البساط لتحقّق الارتباط، و ذلک البساط هو الجسم الکلّی المُعبّر عنه فی السؤال بالجاری المُنجمد، و ذلک یقتضی وضع تلک الجواهر فی هذا البسیط و تقدیر أسعارها و تقویم قیمتها، و بیان آجالها و أرزاقها، و مداد أعمارها.

و بالجملة: خیراتها و شرورها بوجود الجسمیّة التعلیمیّة و الکمیّة الساریة الاتّصالیّة.

و أیضاً قد استقرّ فیما هدانا اللَّه من البراهین أنَّ هذه الخمسة مرجعها إلى شی‏ء واحد بالذات؛ لما تقرّر عندنا أنَّ العقل نفس بالعرض کما أنَّ النفس عقل بالذات و طبع بالعرض، و هذا من الأسرار الّتی لا تحملها إلّا صدور الأحرار، فعلى هذا فالجواب عن الواحد منها جواب عن الکلّ و الحمد للَّه الهادی للسبیل.