جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الخصائص الفکریّة للقاضی سعید

زمان مطالعه: 3 دقیقه

1- إنَّه ینکر فی مواضع عدیدة من مؤلّفاته الحرکة فی الجوهر؛ مثال ذلک ما جاء فی صفحة 137 من هذا الکتاب فقال: و أمّا ثبات الطبیعة الجسمیّة و جمودها، فمن جهة أنَّ ذاتها لیست نفس الحرکة و السیلان کما زعم بعض الأساتیذ الأعلام، بل هی ذات ثابتة بنفسها، و الحرکة عارضة لها من حیثُ القابلیة و عروض اللّوازم الذاتیة لمعروضها ….

2- إنّه یُرجع صفات الحقّ إلى الامور العدمیّة.

یقول الإمام الخمینی قدّس سرّه فی کتابه (الأربعون حدیثاً):

یرجع البعض صفات الحقّ إلى الامور العدمیة، فیعتبر العلم عدم الجهل، و القدرة عدم العجز، و رأیت من العرفاء شخصاً یصرّ على هذا المعنى و هو المرحوم العارف الجلیل القاضی سعید القمّی(1)

و یقول فی (مصباح الهدایة): إنّی لأتعجّب من العارف المُتقدّم ذکره- القاضی سعید- مع علوّ شأنه و قوّة سلوکه، کیف ذهل عن ذلک المقام الذی هو مقام نظر العرفاء العظام، حتى حکم بنفی الصفات الثبوتیّة عن الحقّ جلّ شأنه، و حکم بأنّ الصفات کلّها ترجع إلى معان سلبیّة(2)

3- إنّه یقول بالاشتراک اللفظی بین الأسماء الإلهیّة و الخلقیّة، و قد ألّف رسالة فی الاشتراک اللّفظی لأسماء اللَّه تعالى و أوردها فی مقدّمة کتاب (کلید بهشت)(3)

یقول الإمام رحمه اللَّه فی (مصباح الهدایة) أیضاً: و أعجب منه الحکم بالاشتراک اللّفظی بین الأسماء الإلهیّة و الخلقیّة و الصفات الواقعة على الحقّ و الخلق(2)

4- إنه یقدّم القدر على القضاء خلافاً للمشهور فقد ورد فی الفوائد: ثم اعلم أنّ بعد وجود التعلیمیات الّتی هی مظهر القدر یقضی اللَّه بوجود الأشخاص الکونیّة، فتلک الأشخاص مطلع القضاء الإلهی و مظهر الحکم الحتم الربانیّ، هکذا ینبغی أن یفهم مراتب الخصال و الأسباب من العلم و المشیّة و الإرادة و القدر و القضاء من ربّ الأرباب(4)

5- إنّه یقول: إنّ ما یُوصف بوصف له صورة. و هذا الرأی یثیر استغراب الإمام رحمه اللَّه فیردّ علیه فی مصباح الهدایة: و أعجب من الأعجب ما سلک فی الطلیعة الاولى من البوارق الملکوتیّة من أنّ ما یوصف بوصف فله صورة، لأنّ الوصف أعظم الحدود للشی‏ء فی المعانی و لا إحاطة أوضح من إحاطة الصفة فی‏

العوالی و جعل ذلک سرّ ما ورد فی الخبر (إنّ اللَّه لا یوصف) مع ذهابه قدّس سرّه فی تلک الرسالة على ما سمعت فی المصابیح السابقة إلى أنّ کلّ الأسماء مشتمل على جمیع مراتب الأسماء، فإذا کانت الأسماء کلّ الحقائق فلها مقام الإطلاق کما للاسم اللَّه فکانت لمبادئها الّتی هی الصفات مقام الإطلاق.

ثم یقول الإمام رحمه اللَّه:

و ظنّی أنّ ذهابه إلى ذلک لعدم استطاعته على جمع الأخبار فوقع فیما وقع(2)

6- یسلک القاضی سعید مسلک فلاسفة الحکمة البحثیّة، و یقول: بأنّ العقل الأوّل هو الصادر الأوّل، إلّا أنّ الإمام رحمه اللَّه اعتبر المشیئة الإلهیّة الصادر الأوّل طبقاً للمأثور (خلق اللَّه الأشیاء بالمشیّة و المشیّة بنفسها)(5) ، فقال فی التعلیقة:

إنّ العلّة صورة تمامیّة المعلول و شیئیّة الشی‏ء بصورته التامّة، فالجواب عن الواحد المتکثّر- الذی هو مقام العقل على تحقیق هذا العارف الکامل، و مقام المشیّة المطلقة على رأی هذا الفقیر العاطل- جواب عن سائر الحقائق المسؤول عنها.

امّا على طریقنا فظاهر، فإنّ المشیّة المُطلقة مقام فاعلیّة الحقّ المُتعال و إلهیة القیّوم ذی الجلال، و قد ورد من طریق أهل بیت الوحی و التنزیل- علیهم صلوات الربّ الجلیل- (خلق اللَّه الأشیاء بالمشیّة و المشیّة بنفسها).

و أمّا على طریقته- قدّس اللَّه نفسه- فلأنّ العقل أوّل صادر من ربّ العزّة و أوّل ظهور من مظاهر المشیّة، على ما ساق إلیه البراهین العالیة(6)

و یقول فی صفحة 98 من التعلیقة:

و سرّ التعبیر عن مقام المشیّة المطلقة بالواحد المتکثّر، و عن الموجود العقلی بالمتکثّر المتوحّد هو أنّ المشیّة لها الوحدانیّة الذاتیّة الحقیقیّة ظلّ الوحدانیّة الحقّة الحقیقیّة و لیس فیها تکثّر بحسب الذات و لا تعدّد الجهات و الحیثیّات، و هی الأمر الواحد المُشار إلیه بقوله تعالى: «وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ)(7) و إنّما التکثّر باعتبار تلبّسه بلباس التعیّنات و تنزّله فی منازل المُقیّدات، و هذا هو التکثّر العرضی، و لا تکثّر فی نظر أرباب المشاهدات، و هو مقام الالوهیّة و الربوبیّة و القیّومیّة و القدّوسیّة و مقام الأسماء و الصفات و الرحمانیّة و الرحیمیّة الفعلیّة، و أمّا الموجود العقلی فقد عرفت حاله و مرجعه و مآله.

و ما ذکر هذا العارف العظیم و السالک على الصراط المستقیم- قدّس اللَّه نفسه و روّح رمسه- تحقیق رشیق و کلام عرفانیّ دقیق کیف؟ و هو من أعظم عرفاء الشیعة و أکرم امناء الشریعة، و لکن ما ذکرنا مع قصور النظر و عمى القلب و البصر بمقام السیر العلمیّ ألیق و بحضرة الکبریاء ألصق.

مُضافاً لذلک، فقد أورد الإمام إشکالات اخرى على شرح القاضی، ذکرها على نحوٍ لا یمسّ احترامه الفائق له، و یمکن مراجعتها على صفحات الکتاب هذا.


1) الأربعون حدیثاً: 547.

2) مصباح الهدایة: 43.

3) کلید بهشت: 35.

4) انظر صفحة: 145 من هذا الکتاب.

5) التوحید للشیخ الصدوق: 329/ 8- باب 55 و ص 148 مع اختلاف.

6) انظر صفحة: 63 من هذا الکتاب.

7) القمر 54: 50.